الكاذبون لا يتعافون
الكاذبون لا يتعافون
بقلم : الكاتبة منال خليل
- الكذب ليس مجرد فعل عابر، بل هو انعكاس لحالة نفسية وسلوك متجذر يعيد تشكيل هوية الإنسان بطريقة يصعب فكّ عقدها.
الكذب يتغذى على مزيج من الخوف والهروب والرغبة في السيطرة على الموقف او الآخر وكلما تعمق الكذب في حياة صاحبه، أصبح أشبه بمرض خفي ينخر في الروح، يسلبها صفاءها، ويجعل المواجهة مع الحقيقة ضرباً من المستحيل.
- الشخص الذي اعتاد الكذب والغدر يجد صعوبة في التعافي، لأن التعافي يتطلب جرأة لمواجهة الذات، وتلك الجرأة يهرب منها الكاذب دائماً .
- الكذب يخلق دائرة مغلقة من الإنكار والزيف، وعندما يصبح جزءاً لا يتجزأ من الهوية، تتحول الحقيقة إلى كابوس مخيف وضع غريب لا يمكن احتواؤه ، لأن الكاذب من صفاته الندالة والنفاق وعدم الوفاء بالوعد الذي ينبع من شعوره بالنقص والدونيه .
كما يقول الله تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ"
(سورة الصف: 2-3)
فما أقبح الكذب والكاذبون .
يحضرني مقولة للفيلسوف
فريدريك نيتشه :
"أنا لست منزعجاً لأنك كذبت عليّ، لكنني منزعج لأنني لا أستطيع أن أصدقك بعد الآن"