خبير ترميم : انتشار الطيور بالمواقع الأثرية ضار بالنقوش والزخارف والألوان
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
اعتدنا كثيرًا على رؤية صور الطيور بالمواقع الأثرية فهل تضر هذه الطيور بالأثر؟ سؤال طرحته الحملة على خبير الآثار الأستاذ حمدى يوسف
أجاب الأستاذ حمدى يوسف بأن الطيور تصنف بأنها من الفقاريات وتتسبب الطيور علي اختلاف أنواعها ومواسم هجراتها الجماعية في كثير من المشاكل بوجه عام ناتج العشش التي تصنعها داخل جدران الآثار والفضلات التي تتركها على حوائط المنشئات المختلفة وتختلف من نوع إلى آخر سواءً كانت من الثدييات كالخفافيش أو من العصافير والغربان وغيرها من الطيور.
مخلفات الطيور
ويشير حمدى يوسف إلى أن الطيور غير الثديية تفرز مخلفات حمضية ذات تركيز يتراوح من 3 / 4.5 بمقياس الحموضة
في حين تفرز الطيور الثديية الفضلات النيتروجينية في الغالب على شكل يوريا والتي تقوم الطيور بتحويلها إلى حمض البوليك مما يقلل من فقدان الماء وبالتالي يشكل حمض البوليك عجينة لزجة بيضاء بالإضافة الي الإفرازات الدموية كالخفافيش.
كما تحتوي أيضًا علي حامض الفوسفوريك المدمر وكذلك العديد من المخلفات العضوية ذات التأثير الحامضي، ومعظم هذه الأحماض معدنية ومن هنا تكمن خطورتها علي الأسطح الحجرية لاحتوائها علي مركبات كبريتات الحديد و نترات الأمونيوم وكبريتات كالسيوم وكبريتات الماغنسيوم وأملاح كلوريد صوديوم، والتي تعمل على تلف الجدران في ظل التأثيرات الجوية الأخرى من نحر و رطوبة وغير ذلك من العوامل الجوية والتي تلعب دورًا مهمًا في زيادة التلف مثل ارتفاع نسبة الرطوبة سواءً من خلال المحتوي الرطوبي للمخلفات أو مياه المطر التي تسقط علي المخلفات الجافة للطيور فتساعد علي نشاط المواد الحمضية مرة أخري والموجودة بالمخلفات بعد جفافها.
التلف البيولوجي لمخلفات الطيور
وأوضح حمدى يوسف أن مخلفات الطيور تتسبب في تأكل الأسطح الحجرية بما تحمله من نقوش وتحدث البثور علي الأسطح الملساء للأحجار بسبب التأثيرات الحمضية التي تؤثر علي التركيب الشبكي السطحي للحجر وان التأثير الحمضي العالي لها يعمل علي تفتيت الروابط الجزيئية لسطح الحجر.
وتشوه الطيور الثديية كالخفافيش الأسطح الحجرية بالدماء فتؤثر على النقوش والزخارف والألوان لتوغلها إلي طبقات عميقة من تلك المسطحات وكلما كان الحجر مسامي كانت نفاذيتها أعمق مما يجعل من التعامل معها في غاية الصعوبة.
اما المخلفات الصلبة والمخلفات اللزجة فمن خلال المحتوي الرطوبي لها تتوغل من خلال المسام الحجرية أوالمسطحات الأخرى إلي سطح الحجر ويكون تأثيرها الحامضي عالي كلما تعرضت إلي مياه أمطار أو رطوبة جوية،.وبالتالي تتسبب في البثور السطحية مسببة تلف النقوش وأي عناصر فنية علي المسطح الأثري من خلال تأثيرها الحمضي علي الروابط الجزيئية للتركيب الشبكي للحجر.
المكافحة للطيور
ويرى خبير الترميم الأستاذ حمدى يوسف أن الحل يكمن في ضرورة إيجاد علاج فوري لها مع ضرورة إجراء المكافحة البيولوجية دون استخدام أي نوع من المبيدات أو المواد الكيميائية ضد هذه الطيور حفاظًا علي التوازن البيولوجي للطبيعة.
ويمكن استخدام أجهزة الترددات العالية المعروفة باسم اجهزة الألتراسونيك ذات الترددات الملائمة والمخصصة حسب كل نوع وبما يقترحه خبراء وزارة الزراعة ومن مميزاتها إرسال ذبذباتها لإبعاد الطيور دون أن تتسبب في أي خلل للتوازن الطبيعي بالإضافة إلي أنها غير مشوهة للرؤية البصرية للمواقع الأثرية وغير ضارة بالبيئة وتندرج تحت المواد النظيفة الغير ضارة بالبيئة.