الدفاع عن الحضارة تكشف تعديات وإهمال بآثار المحلة
كتب. د. عبد الرحيم ريحان
رسالة اليوم أرسلها لحملة الدفاع عن الحضارة الكاتب الصحفي والمؤرخ مصطفى أبو شامية الذي رصدنا من خلاله الإهمال في مساجد رشيد ونشرناها في عدة حلقات واليوم يطير بنا إلى المحلة الكبرى ليروي لنا مأساة مسجد عاصي الأثري بالمحلة .
أعمال الترميم عام 2022
ونعود بالتاريخ إلى عامين حيث نشرت المواقع الإخبارية خبر بتاريخ 23 إبريل 2022 عن انتهاء أعمال ترميم جامع عبدالله عاصى فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية شيده الحاج عبدالله عاصى فى 1135 هـ / 1722 م، واكتمل البناء على يد ولديه محمد وإسماعيل كما تبين الكتابة بحشوة خشبية أعلى باب الروضة لمنبر المسجد.
وتمت أعمال الترميم بالمسجد التطوير بعد أن انتهت أعمال ترميمه بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار ووزارة الأوقاف .
وبدأت أعمال ترميم المسجد فى مارس 2021 كما أعلن المجلس واستهدفت ترميم نوافذه وشرفاته وأعمال الترميم الدقيق للمحراب وإظهار اللون الأصلى للطوب المنجور المميز لعمارة المسجد وأعمال الصلب الكامل للمسجد من الداخل والخارج وبالمئذنة، وعمل جسات وحقن للتربة أسفل المسجد لتدعيم الأساسات وعزل كامل للأرضيات ومعالجة الشروخ بجدرانه وتركيب مدادات خشبية مدفونة بين مداميك الطوب بعد استبدال القديم المتهالك منها يقع المسجد فى منطقة سوق الليمون بشارع أبى سيفين المتفرع من شارع العباسى القديم بمدينة المحلة الكبرى ويتكون من ٤ أروقة ت موازية لجدار القبلة تتوسطها شخشيخة، وتتكون الأروقة من ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية، كل صف به أربعة أعمدة عدا الصف الأول به ثلاثة فقط، وتحمل الأعمدة فوقها عقودًا مدببة يرتكز عليها السقف الخشبي، وللمسجد مدخل رئيسى يقع فى الطرف الجنوبى ومئذنة مثمنة شيدت أعلى المدخل.
التعدي على المسجد
بداية المأساة كما يرويها لنا الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية حدثت الأسبوع الماضى عندما فوجئ مدير الآثار الإسلامية والقبطية بالمحلة الكبرى أثناء مروره على مسجد الأمير عبد الله عاصى بوجود تعديات وأعمال للسباكة والصرف على المدخل والواجهة الغربية للمسجد وأن من يقف خلف هذه الأعمال مجلس الإدارة الجديد وإمام المسجد وعماله، حيث استغل هؤلاء الأشخاص يوم الإجازة الرسمية عن العمل لرجال الآثار وقاموا بتنفيذ تلك التعديات، وهو ما أصاب مدير الآثار بالمحلة بحالة من الذهول والغضب بسبب هذا التشويه وتلك الأعمال التى ليس لها أى مبرر، خاصة وأن عمليات الترميم راعت بكل دقة عملية تصريف مياه الأمطار من خلال أعمال العزل والميول لسطح المسجد وعمل مزاريب حجرية تتفق مع طبيعة الأثر من حيث الشكل، وقام رجال الآثار بالمحلة بتحرير محضر فى قسم الشرطة بذلك خاصة بعد أن تجاهل مدير أوقاف المحلة استغاثتهم لإزالة تلك المهزلة التى تهدد واحدًا من أجمل المساجد الأثرية بالمدينة والمسجل كأثر بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951 ونشر بجريدة الوقائع المصرية.
وأوضح الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية أن تلك الواقعة لم تكن هى الأولى فى ملف إدارة الأوقاف بالمحلة فقبلها بعدة شهور تم سرقة ساعة خشبية ماركة " ليبيه" من مسجد على أبو سيفين بشارع سعد زغلول وهى من الساعات السويسرية النادرة التى يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر حيث أسسها أوجست ليبيه سنة 1839م ، ورغم أن أحد رواد المسجد القدامى أكد له أن الساعة كانت موجودة بالمخزن لحين الانتهاء من أعمال التجديد، لكن الشيخ محمود إمام المسجد الذى اتصل به للسؤال عن الساعة قال له أنها سرقت من أيام كورونا ولم يعد موجود منها سوى الهيكل الخشبى، ولوحين طلب منه تصوير الهيكل الخشبى قال أنه سرق أيضًا بعدها حيث أن الساعة تعرضت للسرقة على عدة مراحل لأن المسجد مفتوح 24 ساعة ولا يستطيعون السيطرة عليه وهو كلام يناقض نفسه لأن المساجد كانت مغلقة أيام كورونا
وتتساءل حملة الدفاع عن الحضارة لماذا لم يحرر محضر بالشرطة عندما اكتشف أول مرحلة من السرقة ولم يقم بتشوين باقى أجزاء الساعة والحفاظ عليها لأنها عهدته؟،
ويتابع الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية بأن وكالة " وقف قنصوه " التى شيدها الأمير محمد جلبي قنصوه سنة 1146 هجرية 1733م والتي تعد المثال الباقى والوحيد للمنشآت التجارية الذى مازال يحتفظ بعناصره المعمارية منذ العصر العثمانى بمنطقة الدلتا، فقد تركتها الأوقاف بدون أى صيانة أو ترميم وأصبحت عرضه لتعديات التجار وأصحاب الحوانيت المؤجرة من الأوقاف التى تقع الوكالة تحت مسئوليتها وحمايتها وترفض أى تعاون أو مساعدة فى تنفيذ قرارات الإخلاء الصادرة ضد أصحاب هذه الدكاكين من أجل تسهيل مهمة رجال الآثار الإسلامية فى إعادة ترميم الوكالة قبل أن تنهار وتختفى من الوجود .. وهى مسجلة كأثر بالقرار الوزارى رقم 10357 بتاريخ 21 / 11 / 1951 م ونشر بالعدد رقم (115) بجريدة الوقائع المصرية
فى حين تعانى معظم الأضرحة والقباب التاريخية النادرة من التعديات والإهمال الجسيم وآخرها قبة العارف بالله الشيخ مصطفى أبو دعبس التى يعود تاريخها إلى قبل سنة 1185هجرية / 1771م وكان ملحقًا بها دار تحولت إلى تكية لإطعام الفقراء فى العصر العثمانى، ويتميز باطن القبة بنقوش وكتابات سريانية باللغة العربية لأسماء أهل الكهف وكلبهم، بالإضافة إلى توقيع النقاش وهي كالآتي ( مرنوش، دبرنوش، شادنوش، كفشططموش، تمليخا، مكسلينا، مثلمينا، قطمير) توقيع يوسف النقاش، ونتيجة لعدم وعى بعض أهالى المنطقة البسطاء قام أحدهم بتجديد القبة بالبوية من الخارج وعمل كسوه لمداخلها بالقيشانى
وحملة الدفاع عن الحضارة تهيب بمعالى الدكتور أسامة الأزهرى العالم المثقف صاحب الفكر المستنير وزير الأوقاف بالوقوف على كل هذه الأمور حماية للآثار الإسلامية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وإزالة التعدى وإعادة ترميم المساجد المتضررة بالمحلة والذى أصابها الإهمال ولدى الآثار خبرات عالمية في مجال الترميم من إخصائى الترميم بالمجلس الأعلى للآثار .