ليالي في رودانثي
ليالي في رودانثي
بقلم : الكاتب عماد الدين محمد
بين صفحات الحياة سطور تروي تجاربنا وتجارب الآخرين وما يكتب الكاتب ربما قد يكون غالبا من وحي الخيال ولكن أحداث القصص تتشابه مع الواقع لتقص علينا حكايات عشق أبطالها يعيشون بيننا وكما قلت من قبل إنها قصة واحدة ولكن مع اختلاف الأبطال والأحداث والنهايات والزمان .
وهناك أشخاص نلتقي بهم في بداية حياتنا ونعتقد أنهم بداية الحياة لنا ولكن سرعان ما نكتشف أنهم نهايتها ، عندما تسقط تلك الأقنعة التي يرتدونها ويظهر وجه القبح والأنانية ورغبتهم في الصعود على أنقاض تملكهم لأرواحنا ويقتلون فينا كل شيء .
البعض منا يدرك ماهية هؤلاء ويصارع الحياة من أجل حريته والبعض الآخر للأسف يظل فريسة سهله لهم مستسلم لأنانيتهم ويقضي حياته سجين محطم ويفقد كل شيء حتى ذاته .
وهذا ما تناوله فيلم
Nights In Rodanthe
" ليالي في رودانثي "
كلنا ندرك أن للفن رسالة مع إختلاف أحدث كل عمل سينمائي علينا أن نتأكد أن الأعمال الفنية القيمة والواقعية تبقي مهما مر عليها الزمن لأنها تلمس واقع وحقيقة حياتية نعيشها.
واليوم نستعرض معا فيلم تحت عنوان
Nights In Rodanthe
" ليالي في رودانثي "
وهو فيلم أمريكي تم تصويره في قرية رودانثي الساحلية الصغيرة ، وهي القرية الواقعة في أقصى الشمال من المناطق المأهولة بالسكان في جزيرة هاتيراس وكذلك في شاطئ نورث توبسيل، بولاية نورث .
ليالي في رودانثي هو فيلم درامي رومانسي أمريكي صدر عام ٢٠٠٨.
وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب نيكولاس سباركس صدرت عام ٢٠٠٢.
الفيلم من بطولة ريتشارد جير وديان لين في ثالث تعاون لهما على الشاشة بعد فيلمي
The Cotton Club (١٩٨٤)
Unfaithful (٢٠٠٢)
الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ
جورج سي وولف
وسيناريو آن بيكوك
وهو رواية للكاتب نيكولاس سباركس
بطولة ديان لين
وريتشارد جير
وكريستوفر ميلوني
وفيولا ديفيس
وماي وايتمان
وأيرين زيجلر
وبمشاركة مجموعة من النجوم .
يتناول الفيلم قصة حب رومانسية بين أدريان ويلسون "ديان لين" وبول فلانر "ريتشارد جير" حيث يجتمعان في نزل صغير على ساحل كارولينا الشمالية خلال موسم الأعاصير.
ولكل منهم قصة مأساوية حيث نجد أدريان ويلسون أم منفصلة تعاني من مشاعر الحزن والوحدة جراء ما تعرضت له من معاناة مع زوجها.
على الجانب الآخر نجد بول فلانر جراح ناجح يُعاني من مشاعر الندم على تركه عائلته.
ونجد الأبناء جيمي ابن أدريان الذي يُساعدها في تجاوز أزمتها.
وأيمي ابنة بول التي في بداية أحداث الفيلم كانت تضجر من أمها لإنفصالها عن والدها ولكن مع إعتراف الأب لها عما فعل بأمها تجدها تُساعده في تجاوز أزمتها في نهاية أحداث الفيلم .
وشخصية ماجي صاحبة النزل التي تُقدم الدعم والمشورة لأدريان و بول .
ومن أحداث الفيلم تذهب أدريان إلى نزل رودانثي لقضاء إجازة قصيرة بعد انفصالها عن زوجها.
ويُسافر بول إلى نفس النزل
للهروب من حياته وخاصة بعد فشل عملية جراحية اودت بحياة المريضة ويلتقي أدريان و بول ويُصبحان صديقين ويُشاركان بعضهما البعض مشاعرهما حول حياتهما الشخصية.
وتبدأ مشاعر الحب في التطور بينهما ويواجهان بعض التحديات في علاقتهما، بما في ذلك عودة بول إلى عائلتها ولكن في النهاية، يُقرر أدريان و بول أن يكونا معًا.
قصة الفيلم تجمع بين الرومانسية والحب والأمل والصراع النفسي والمشاكل الإجتماعية وأحداث مأساوية.
حصل الفيلم على تقييمات إيجابية من النقاد، الذين أشادوا بأداء الممثلين وإخراج الفيلم ، كما حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا ونُال إعجاب محبي الأفلام الرومانسية.
ويعتبر الفيلم مُلهم ومُثير من خلال التفكير في المستقبل برغم تقدم العمر كما يُقدم قصة رومانسية جميلة عن شخصيتين وجدوا السعادة والحب في حياتهما بعد الفشل واليأس .
ومن خلال أحداث نهاية الفيلم والتي تنتهي بوفاة البطل ويتملك الحزن للبطلة يظهر تفهم الأبناء الجيل الثاني لقصة الحب التي جمعت بينا كل من بول وإدريان وكيف أن الحب صنع منهم أشخاص آخرين حققوا ذاتهم وغيروا أنفسهم للأفضل ولكن القدر حالا دون أن يكملوا حياتهم معنا للأبد.
ومن وجهة نظري هذا العمل السينمائي من أعظم الأعمال الرومانسية التي قدمتها السينما الأمريكية خلال تلك الفترة وأنصح كل عشاق الأفلام الرومانسية بمشاهدة هذا الفيلم برغم مرور تلك الأعوام على عرض الفيلم .