الابتزاز الإلكتروني بين التجريم والعقاب
بقلم : الدكتور صابر عبد المنعم
في عصر شهد تحولًا رقميًا واسع النطاق أصبح الابتزاز الإلكتروني ظاهرة مقلقة تؤثر على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، حيث يعتبر الابتزاز الإلكتروني من أبرز التحديات التي تواجه الأمن السيبراني في العالم اليوم، حيث يستخدم المبتزّون تقنيات متقدمة لاستغلال ضحاياهم.
تعريف الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني هو عملية استخدام وسائل التكنولوجيا، كالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، للضغط على الأفراد أو المؤسسات من خلال التهديد بكشف معلومات حساسة أو تنفيذ أعمال غير قانونية إذا لم يتم الامتثال لمطالب الجاني.
أشكال الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز المالي: حيث يقوم المجرم بطلب المال من الضحية مقابل عدم نشر معلومات حساسة أو صور خاصة.
الابتزاز العاطفي: يتمثل في استغلال العلاقات العاطفية أو الاجتماعية للضغط على الضحية لتحقيق أهداف خاصة.
استغلال الثقة: استخدام المعلومات الشخصية التي يتم جمعها عن الضحية لاستغلال ثقتها واستهدافها.
الابتزاز الجنسي: حيث ينتشر في بعض الأحيان صور أو مقاطع فيديو تُستخدم كوسيلة للابتزاز.
الغرض من الابتزاز الالكتروني
غالباً ما يكون الغرض طلب مبالغ مالية من المجني عليه مقابل الا يقوم الجاني بالتصرف الغير مشروع، بالإضافة الى طلب القيام بعمل غير مشروع كالحصول على معلومات سرية أو خاصة أو عمل منافي للأخلاق والنظام العام وغيرها من الغايات الشخصية الذي يريدها الجاني.
التجريم والعقاب
تُعتبر معظم الدول الابتزاز الإلكتروني جريمة تستحق العقاب، واعتمدت العديد من التشريعات الصارمة لمقاضاة المبتزين
وغالبًا ما تتراوح بين الغرامات المالية والسجن، تعتمد العقوبات على عدة عوامل تؤثر في قدر العقوبة ومنها:
شدة الجريمة حيث يُؤخذ في الاعتبار حجم الضرر الذي تعرض له الضحية.
سوابق الجاني: يُعتبر سجل الجاني الجنائي عاملًا مؤثراً في تحديد العقوبة.
الدوافع: يُنظر في الدوافع الكامنة وراء ارتكاب الجريمة، وهل كانت بدافع الطمع المالي، أم أسباب أخرى.
الخاتمة
الابتزاز الإلكتروني جريمة تهدد الأفراد والمجتمعات يتطلب أن تتبنى الدول استراتيجيات فعالة لمواكبة التغيرات التكنولوجية مما يعزز إجراءات التجريم والعقاب، بالإضافة إلى توعية الجمهور وخاصة فئة الشباب والفتيات لأنهما أكثر فئة مستهدفة من الجرائم الالكترونية.