الأزمة السورية
الأزمة السورية
كتب - د. محمد إسماعيل
بعد هروب بشار الاسد نلقي نظرة على الأزمة السورية والتي شهدتها سوريا منذ عام 2011 أزمة معقدة تعد من أخطر الأزمات الإنسانية والسياسية في العصر الحديث ، بدأت الأحداث بمظاهرات سلمية مطالبة بالإصلاحات السياسية وحقوق الإنسان، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح متعدد الأطراف، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية، نزوح ملايين السكان ودمار واسع النطاق.
يعيش الشعب السوري أوضاعًا إنسانية مأساوية نتيجة النزاع المستمر، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، نزح أكثر من 6.8 مليون شخص داخل سوريا، بينما فر أكثر من 5.5 مليون إلى الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، المياه، والرعاية الصحية، حيث يعتمد أكثر من 14 مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وعلي الصعيد الاقتصادي تدهور الاقتصاد السوري بشكل كبير مع استمرار الصراع فقدت الليرة السورية قيمتها بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق. كما تعطلت الصناعات والزراعة بسبب القتال، مما زاد من معدلات البطالة والفقر، حيث يعيش نحو 90% من السكان تحت خط الفقر.
وعلى الصعيد السياسي، تعاني سوريا من انقسامات داخلية وصراعات بين القوى المحلية والإقليمية والدولية، الحكومة السورية لا تزال تسيطر على معظم المناطق، ولكن هناك تواجد قوى لقوات معارضة وفصائل مسلحة، بعضها مدعوم من أطراف خارجية، كما أن المناطق الشمالية والشرقية تشهد نفوذًا كبيرًا للقوى الكردية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
رغم المحاولات العديدة لإنهاء الأزمة من خلال مفاوضات جنيف وأستانا، لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل.
يبقى المستقبل في سوريا غامضًا في ظل استمرار النزاع وتداخل المصالح الإقليمية والدولية. تحقيق السلام يتطلب جهودًا دولية مكثفة لإيجاد حل سياسي شامل يضمن وحدة الأراضي السورية واحترام حقوق الإنسان.
الأزمة السورية تظل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي وتتطلب استجابة شاملة لإنهاء معاناة ملايين السوريين واستعادة الاستقرار في المنطقة ووضع خارطة طريق للمرور من الأزمة السورية.