المعروضات بالمتحف المصرى الكبير تمت بشكل علمى سليم
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
نشرت بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعى لقطع فنية بالمتحف المصرى الكبير على أنها تحتاج لأعمال ترميم وبالطبع قامت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بعرضها على خبراء الترميم وأكدوا أن عرضها بهذه الطريقة سليم تمامًا وتم طبقًا للمواثيق الدولية.
وأوضح خبير الترميم حمدى يوسف أنه استنادًا إلي المواثيق الدولية لترميم الآثار أنه لا يجوز التدخل في ترميم الأعمال الفنية بالاستكمال إلا إذا اقتضت الضرورة الأثرية خوفًا علي القطعة الفنية من الانهيار أو الاندثار، ولا يجوز التدخل بالملكات الابداعية للمرمم في عمليات الترميم.
وبالتالي موضوع استكمال أو ترميم المفقود بالتمثال يستوجب التدخل بالملكات الابداعية لاستنتاج ملامح وجه التمثال لان قطع تفاصيل الوجه المفقودة لم يتم العثور عليها، وبالتالي يتم الابقاء عليه كما هو دون تدخل في الترميم ولكن يتم تهيئته للعرض المتحفي في بيئة مناسبة بعد التعامل الميكانيكي للعوالق والأتربة وغيرها من المؤثرات، وهذا ما ينطبق علي التماثيل والأعمال الفنية
عمومًا.
وأضاف خبير الترميم حمدى يوسف بالنسبة للأعمال المعمارية ومنها الأعمدة والتيجان، لا يتم التدخل أيضًا بالترميم لمثل تلك الأعمال المعمارية المعروضة بالمتاحف ما لم تقتضي الضرورة المعمارية لأن الأعمدة لا تقوم بوظيفتها المعمارية وغير معرضة للأحمال الرأسية أو الأفقية وبالتالي هي في حالة من الثبات والاستقرار، وأي تدخل باستخدام مادة رابطة لملء الفجوات هو من قبيل التدخل بالتغيير في شكل الأثر وقت العثور عليه ويعد تزييفًا للأثر.
وطبقًا للمواثيق الدولية لترميم الآثار التي تشدد علي عدم تغيير طبيعة الأثر وقت الكشف عليه أو التدخل بالتحوير أو التغيير او استخدام الملكات الابداعية في عملية الترميم مالم يقتضي ذلك حماية الأثر من الانهيار أو الاندثار لأن الهدف من الترميم هو الحماية للأثر وليس تجميل الأثر.
وأيد هذا الرأي الدكتور محمد عطية مدرس ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة وباحث دكتوراه في القانون الدولى وأكد أن بقاء هذه القطع على حالها هو الأنسب والأسلم وأى تدخل يعتبر تشويه للقطع.
ومن هذا المنطلق تشيد حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بجهود إخصائى الترميم بالمتحف المصرى الكبير للوصول بالقطع إلى هذا العرض المتميز وتؤكد أن المرمم المصرى أصبح يفوق أي مرمم في العالم ولذا يجب الاعتماد عليهم بشكل كامل في ترميم الآثار المصرية وإرسالهم في بعثات علمية للحصول على درجة الدكتوراه واستثمارهم في بروتوكولات تعاون لترميم الآثار في أي مكان في العالم.