حكايات نفسية - حكاية تيسير
بقلم : هند أحمد
استشاري نفسي وأسري
سيدة اربعينية محنكة جمعت بين خبرة الحياة و الفطرة السوية الايجابية فى آن واحد .
فكانت مصدر سعادة و بهجة لكل من حولها و كانت لعائلتها بمثابة مستشار نفسي
و فني و مالي و خبير اجتماعي فلكل يأتي إليها ليستمد الطاقة الايجابية اولا و يرى القوة في تيسير أموره وفقا لنصائحها.
ظلت السيدة على هذه الحالة لأكثر من عقدين كاملين من الزمن إلى أن قررت أن تدخل عالم ريادة الأعمال لما لها من خبرة و دراسة فى هذا المجال و لكثرة معارفها تهافت عليها الأصدقاء طمعا فى مشاركتها و بالفعل تمت الشراكة بينها و بين صديقة عمرها و اخت هذه الصديقة و تطور المشروع تطورا كبير و تقدم بسرعة خاطفة .
لكن وافت المنية الصديقة الصدوقة مما اثر على نفسية رائدة الأعمال الصاعدة بالسلب و توارات من المشهد و صدرت فيه اخت صديقتها اكراما للمتوفاه.
لكن الأخت خانت الأمانة و اخذت تنسب الفضل لنفسها و لم تراعى الضمير و لا الحق فى المال.
فحزنت السيدة حزنا كبير لما آلت اليه الاحوال ، لكن حزنها الأكبر كان على نفسها فكيف لها بخبرتها و وعيها أن تقع فريسة بهذه السهولة هل حزنها على صديقتها هو ما أصابها بالضعف ام أن الشريكة الثالثة شخصية سيئة و هى لم تستطع اكتشافها ام هى فقدت حنكتها و قدرتها على تمييز الخبيث من الطيب تزاحمت الأفكار برأسها و كادت أن تودى بحياتها حيث تم التأثير عليها نفسيا و جسديا فى أن واحد و باتت تعانى من أمراض نفسجسمية و تم تشخيصها بالفيبروميالجيا و هو مرض الألم العضلى الليفى الذى سبب لها ألم منتشر فى كل جسمها و مشاكل فى النوم و ضيق فى التنفس و احساس بالخنقة مع الإرهاق العقلي .
لكن قوتها و طاقتها لتيسير الأمور
و تمسكها بالحياة حركتها لتنهض من وعكتها طالبة للعلاج على أكثر من مستوى فبدأت بالعلاج الطبي ( الادوية )
و التمارين الهوائية و اتباع نظام غذائي صحى كذلك اتجهت لليوجا و تمارين التأمل و المواظبة على التدليك مع العلاج السلوكى الذى يهدف لتغيير التفكير بقصد علاج الاكتئاب و بفضل الله و قوة ارادتها و ايجابيتها بدأت تمتثل للشفاء.