الواقع المرير وفرص التغيير
كتب - د. ضياء الرفاعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا عامة وحياة الشباب علي وجه الخصوص .
حيث توفر هذه المواقع فرصا للتواصل والتعلم والترفيه ومع ذلك فإن لها وجه آخر مليء بالمخاطر التى تؤثر علي الصحة النفسيى والجسدية وتؤدي إلي مشكلات اجتماعية وسلوكية.
عزيزي القارئ : هل تعلم أن المدة الزمنية للفيديوهات والمنشورات والرسائل اليومية علي السوشيال ميديا في اليوم الواحد تتعدي مئات الملايين من المشاهدات والمنشورات أي أنه في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتساب وتويتر وانستجرام وسناب شات وغيرها من المنصات نسبة استخدام تتعدي
( 50 عاما ) في يوم واحد.
ولك أن تتخيل أن هناك آلاف الموظفين والخبراء في هذه الشركات يتقاضون ملايين الدولارات شهريا لتحقيق هدف واحد وهو الحصول علي أكبر قدر من وقتك وانتباهك لصالح شركتهم ،في كل مرة تشاهد شيئا يعجبك أو يثير اهتمامك يفرز المخ مركب اسمه ( الدوبامين )
وهو الذي يشعرنا بقدر من السعادة تجعلنا نستمر ونكرر المشاهدة.
المشكلة الكبرى أن معظم المحتويات التي يشاهدها الناس وتضيع وقتهم هى محتويات تافهة وبعد ساعات يتم نسيانها
وبمرور الوقت يكتشف الناس أنهم ضيعوا أوقاتهم وأفضل سنوات عمرهم في حالة تشتت وبدون انجاز يذكر.
والمصيبة الكبرة هى ادمان الشباب على السوشيال ميديا يؤدي إلى ضعف التركيز وانخفاض الآداء الأكاديمي , وفي كثير من الاوقات يؤثر على الأفكار والمعتقدات التي تؤثر بشكل صريح وواضح على الصحة النفسية الناتجة عن مقارنة النفس بالآخرين والتي تعد من أخطر الآثار السلبية للسوشيال ميديا.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للتنمر والتحرش الإلكتروني والتحريض علي العنف والترويج لسلوكيات بعيدة كل البعد عن ديننا وتربيتنا .
فما الحل للخروج من هذه الأزمة ومواجهة هذه المخاطر ؟
الحلول ستكون للتقليل من التشتت والتقليل من تصفح مواقع وصفحات السوشيال ميديا
وإليك بعض الحلول :
- التوعية وتنظيم الوقت.
ـ زيادة الوعي بين الشباب حول الإستخدام الآمن للسوشيال ميديا وكيفية تجنب مخاطرها ووضع حدود زمنية للاستخدام.
- حدد هدفك بوضوح ، يجب علينا تحديد أهدافنا بوضوح وما هي البرامج التي نحتاجها ونستفيد من استخدامها.
- تعزيز الحوار الأسري ،بمحاولة التواصل مع الأبناء وفتح مجالات للحديث عن التجارب السابقة ومخاطر الانترنت.
- حملة تنظييف ،كل فترة يجب عمل حملة تنظييف نقوم بحذف الصفحات والتطبيقات الغير مفيدة وصفحات الأخبار الغير موثوقة.
ونختم بالقول : إننا نعيش عصر شتات وتشتيت من خلال كل ما يبث لنا عبر المنصات المختلفة تلك ، فيجب الحرص وعدم الاستخدام المفرط لما هو غير مفيد ومحاولة التوازن ونشر الوعي لضمان أكبر قدر لاستفادة الشباب من هذه المنصات دون التعرض لأضرارها .