عَديِمو الضَمير مُرتاحُون دائِماً
عَديِمو الضَمير مُرتاحُون دائِماً
بقلم : الكاتبة منال خليل
- الضمير ذلك الصوت الداخلي الحيّ اليقظ الذي يُحاسبنا على أفعالنا ويقوم بفلترتها ويقودنا نحو مراجعة أخطائنا، ويحملنا عبء المسؤولية تجاه الآخرين .
لكنه في الوقت ذاته قد يكون سببا في القلق والتوتر، لأنه لا يتوقف عن تنبيهنا وتذكيرنا بما كان يجب أن يكون أو بما كان يمكننا تجنبه.
- أما عديمو الضمير، فيعيشون حياة خالية من هذا الصوت الداخلي، فلا يؤرقهم شعور بالذنب، ولا يشغلهم التفكير بتبعات أفعالهم على الآخرين.
يعيشون كما لو أن العالم ملكهم وحدهم دون أي اعتبار لقيم أخلاقية أو مشاعر إنسانية، هذه النوعيه من البشر و الراحة الظاهرة عليهم ليست إلا انعكاساً لغياب الوعي العميق وليس دليلًا على السعادة الحقيقية.
- لكن هل هذه الراحة تدوم؟
ربما تكون مؤقتة وسطحية، لأن الحياة في نهاية المطاف تضع الجميع أمام مرآة أفعالهم ، قد لا يعانون الآن، لكن الأثر السلبي لأفعالهم يتراكم، ويظهر على شكل خسائر في العلاقات، فقدان الاحترام وربما العزلة فيما بعد الإنكشاف.
هناك مقوله لجان جاك روسو تقول :
"الضمير هو صوت الروح، أما الشهوة فهي صوت الجسد ومن يتبع ضميره يعيش في سلام، حتى وإن عانى ومن يتبع شهواته يعيش في صراع، حتى وإن بدا مرتاحاً "
فلا تحزن يا صاحب الضمير الحي ويا من عانى من ظلم معدومي الضمير، فإن الله عليم بذات الصدور، ولن يضيع الحق مهما طال الزمن.
" الضمير ميزان خفي، يزن أفعالنا دون أن نراه، ويترك أثره جليا في نفوسنا سلام داخلي يأتي من التوازن بين ما نفعل وما نؤمن به وان لا نؤذي الآخرين أما من يغلق أذنيه وقلبه عن صوت الضمير، فهو يختار راحة آنية بثمن باهظ سيدفعه مع الزمن "