ما هو الحب ؟
كتب -جمال مختار
لأول مرة أكتب شعور وليس رأى ، وارد أن يكون خطأ ، ووارد أن يكون صواب.
لطالما سألت نفسي سؤال ما هو الحب ؟ وكانت دائما الاجابات تأتي بديهية ومستهلكة وتقريبا هى اجابات معظم من تم سؤالهم نفس السؤال هناك من قال :
أنه مشاعر فياضة بين الأمان والحنان والسند والتفاهم و الاشتياق والغيرة واللهفة حتى أن هناك من قال أنه نقطة ضعف.
حتى انا رأيته أحياناً بعض من تلك الأوصاف لكن عندما كنت أدخل فى تجربة واقعية كنت افتقرها كلها وكنت استعجب أين هى أوصاف الحب؟ الذى علمونا إياها هل تاهت منا ام توهنا نحن منها ام أنها لم تصادفنا ام اننا تعلمنا هذا الحب خطأ .
لكني توصلت أن الحب ليس حب شركاء الحياة فقط فالحب هو التقرب إلى أى شىء والاعتزاز به حتى ولو كان هذا الشئ جماد أو شئ من وحي الخيال فكم منا لم يحب ويتعلق بمقطوعة موسيقية معينه
او اغنيه ظل يسمع كلماتها فىدي أذنيه حتى فارق الحياة وظلت هى.
وماذا عن المنزل والسيارة وحبي لبعض ملابسي و حبي لحيوان أليف معين وتعلقي به وكيف يحبون الناس أوطانهم.
وما الدليل الذي عندما يحدث ،نقول
و نجزم أن هذا الشخص محب في الواقع وفي كل مرة بحثت فيها اقتربت أكثر إلى مفهوم الحب ولكن من منظور آخر وما اجمل هذا المنظور وانا اكتب الآن واسمع موسيقى ( قضية عم احمد ) للموسيقار العابر للزمن ( عمر خيرت ) أدعوكم جميعا أن تسمعوها وانتم تقرأون لكى يصل اليكم إحساسى يا سادة فمن منظورى البعيد نسبيا عن معنى كلمة الحب في حد ذاتها أجد أنه لا يظهر في حالة مثلما تم تصويره على مر العصور بل أراه في حالة المدافع فالحب هو أن تحب وطنك فتدافع عنه حتى وإن لم يكن أفضل بقعة في العالم وأن تدافع عن سيارتك القديمة أمام كل الساخرين منها من أفراد عائلتك
وأصدقائك .
من منا يا عزيزي لم يظل يشرح مميزاتها لساعات عدة ويدافع عن متانتها وجودتها وحتى يوجد منا وصفها بالاصيلة لأنه يحزن لها وكأنها شيء منه ومن منا لم يدافع عن أبنائه بعد أن كانت نتيجتهم سيئة في الامتحان فكم مرة يا عزيزي اتهمنا المدرس أنه هو من يفعل ذلك في أولادنا ونحن نعلم في داخلنا أن هذا ليس من الواقع في شيء.
فأنا اتذكر مقولة لن انساها وهي أن هناك ولد سأل أباه ما الفرق بين ابتسامتك وابتسامتي فقال الأب :
" انت تبتسم عندما تكون سعيد اما أنا أبتسم عندما تكون أنت سعيد "
وها وجدت واقع مرير وللأسف وجدت أن الحب لن يكون من نصيب إلا أفضل المدافعين فلن تكون لك حبيبتك إلا إذا دافعت عنها في وجه كل الظروف والضغوط المعيشية وانتِ أيضا لن يكون لكٍ البيت ولا الزوج ولا الأسرة التي طالما تمنيتيها إلا إذا دافعتي عنهم دفاع كليوباترا عن عرشها في مصر .
ولكن الواقع للأسف غالبا لن يكون كذلك ولذلك لا يتبقى لنا إلا الأسف وطلب بعض الأعذار لنقول لأنفسنا .
ليس ذنبي محبوبتي أن يقع درعى وسيفي تحت أقدام الصعاب والزمان فأنتِ أردتي مني أن أكون محارب روماني شرس وانتِ لست بملكة الروم لقد أردتكِ بسيطة مثل واحة سيوة حتى أحيا فيها مثل بكار أردتكِ حريتي وقت الضيق أردتكِ لهيب الصيف في برد الشتاء الموحش وظل الغروب في وهج شمس الصيف نعم اعترف ، درعي وسيفي قد سقطوا من بين يدي لكني كنت أنتظر أن أجد يدكِ تمسك يدي وتقولي لي و عيناكِ في عيني وتملئها بالأمل " لا عليك نحن لها ما دمنا معا سوف تشرق الشمس بعد كل ليلة وتمطر السماء بعد كل جفاف ونستمر كلما تعثرنا "
وهنا نهاية كتاباتي وليس نهاية " الحب " ولا نهاية معانيه أنه اجمل مر نتمناه.