القدس جوهرة كل الأديان
كتب - جمال مختار
أنها القدس حاضنة الأديان ومستقبلت اشرف الانام ودائما عندما يأتى شهر يناير نهنئ اخواننا الأقباط بأعياد الميلاد المجيد ونتذكر اطهر وأشرف الأرحام
( السيدة مريم العذراء )
ونتذكر ( كنيسة القيامة )
ونتمنى لهم زيارتها وأداء مناسك الحج بها وهى آمنه لهم وعندما نتحدث عن أمان القدس يأتى فى اذهاننا عصر منقذها ومنقذ سكانها من الأقباط والمسلمين واليهود وهو فارس كل العصور وبطل يفتخر به الغرب قبل الشرق ويتشرف بمعاملته اعدائه قبل أنصاره وهو ( صلاح الدين الأيوبى )
الذى عاش تحت مظلته المسلم والمسيحي فى أمان وتجانس وعدل حتى مع محاولات عدة لافساد هذا الوئام من مدعين الدين والذين اطلقوا على انفسهم ( الصليبيين ) ووالله ان سيدنا ( عيسي عليه السلام ) منهم براء وجاء صلاح الدين الأيوبي الذى اشتهر بسمعته كقائد نبيل ومتسامح، وخصوصًا في تعامله مع المسيحيين في الأراضي التي استعادها ومع أعدائه من الصليبيين. هناك العديد من المواقف التي تجلّت فيها أخلاقياته النبيلة وتسامحه، ومن أبرز هذه المواقف:
1. معاملة أسرى معركة حطين
بعد انتصاره الكبير في معركة حطين عام 1187، أظهر صلاح الدين تعاملاً متسامحًا مع الأسرى الصليبيين.
باستثناء مجموعة من مرتكبي الجرائم الفظيعة مثل رينو دي شاتيون، الذي أمر بإعدامه، عفا عن غالبية الأسرى وسمح لهم بشراء حريتهم.
2. استعادة القدس
عند استعادته للقدس في نفس العام، أبدى صلاح الدين تسامحًا كبيرًا مع سكان المدينة المسيحيين. بدلاً من ارتكاب مجازر انتقامية، كما فعل الصليبيون عند احتلالهم للمدينة قبل قرن من الزمان، منح الأمان للمدنيين وأتاح لهم خيار الرحيل دون أذى. كما سمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية وحماية الأماكن المقدسة المسيحية.
3. المعاملة الحسنة لريتشارد قلب الأسد أثناء الحملة الصليبية الثالثة، برهن صلاح الدين على نبله في تعامله مع ريتشارد قلب الأسد. فعندما مرض ريتشارد، أرسل صلاح الدين طبيبه الخاص وأمده بالعلاج والفواكه.
وبرز تسامحه أيضًا عندما أعاد صليبيين ضلوا طريقهم إلى معسكر ريتشارد.
4. الحفاظ على الأماكن المقدسة
احترم صلاح الدين الأماكن المقدسة المسيحية في القدس، بما في ذلك كنيسة القيامة، وضمن سلامتها وحقوق الحجاج المسيحيين في الوصول إليها. ولذلك صنف صلاح الدين الأيوبي، كأحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي والعالمي، كان قائدًا عسكريًا وسياسيًا من الطراز الأول، عُرف بشجاعته وحنكته وحبه للعدل. وُلد صلاح الدين، واسمه الكامل يوسف بن أيوب بن شاذي، في عام 1137 أو 1138 في مدينة تكريت بالعراق. نشأ في بيئة سياسية وعسكرية، حيث كان والده نجم الدين أيوب قائدًا بارزًا في خدمة حكام الدولة الزنكية
وظهر هذا طول مسيرته ومنذ نشأته ومراحل حياته ولذلك نعرضها بالتفصيل .
النشأة والبداية
انتقلت عائلة صلاح الدين إلى الموصل ثم إلى حلب حيث نشأ تحت رعاية نور الدين زنكي، الذي كان أحد أعظم القادة في تلك الفترة. في كنف نور الدين، تلقى صلاح الدين تعليمًا شاملاً جمع بين العلوم الدينية والعلوم العسكرية. تأثر بشدة بأفكار الجهاد ضد الصليبيين وضرورة توحيد المسلمين تحت راية واحدة.
صعوده إلى السلطة
بدأ صلاح الدين مسيرته العسكرية والسياسية بشكل جدي عندما أرسله نور الدين زنكي إلى مصر لمساعدة الخليفة الفاطمي في مواجهة التهديد الصليبي. وفي عام 1169، تولى صلاح الدين منصب وزير الدفاع في مصر، حيث استطاع بمهارته الدبلوماسية والعسكرية تعزيز نفوذه، وبعد وفاة الخليفة الفاطمي العاضد وبتأييد من الجنود والشعب، أعلن نهاية الدولة الفاطمية وأعاد مصر إلى الأركان السنية تحت الراية العباسية.
توحيد مصر والشام
بعد وفاة نور الدين زنكي في 1174، بدأ صلاح الدين في التحرك لتوحيد الشام ومصر تحت قيادته. رغم المعارضة والمقاومة من عدة أطراف، فقد استطاع صلاح الدين توحيد الجبهات المختلفة عن طريق السياسة والحرب، وواجه الأمراء الطامحين والنزاعات الداخلية بحنكة ودهاء.
معركة حطين واستعادة القدس
تُعد معركة حطين في عام 1187 من أعظم إنجازات صلاح الدين، حيث تمكن فيها من هزيمة الجيوش الصليبية بشكل ساحق.
استغل ضعف وانقسام الصف الصليبيين وتكتيكاته العسكرية المبدعة لحصار جيشهم بالقرب من بحيرة طبرية، مما أدى إلى نصر مؤزر ومهد الطريق لاستعادة القدس في نفس العام.
استعادة القدس كانت لحظة محورية في حياة صلاح الدين وتاريخ العالم الإسلامي. على الرغم من التباين الثقافي والديني، تعامل صلاح الدين بأخلاق رفيعة مع سكان المدينة، فعفى عن معظمهم وسمح للكثيرين بالرحيل دون أذى، مما عزز سمعته كقائد نبيل ومتحضر.
الحملات الصليبية والأعمال السياسية
بعد استعادته للقدس، لعب صلاح الدين دورًا محوريًا في التصدي للحملة الصليبية الثالثة التي قادها ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا.
ورغم أن الطرفين لم يستطيعا تحقيق نصر نهائي حاسم، إلا أن الحرب أظهرت قدرة صلاح الدين على الصمود والدفاع ببراعة عن مكتسباته.
وفاته وإرثه
توفي صلاح الدين الأيوبي في عام 1193 في دمشق، بعد حياة حافلة بالإنجازات والنضال. لم يترك وراءه ثروة كبيرة، حيث كان معروفًا بتواضعه وزهده في متاع الدنيا
ولكنه خلف إرثًا من الوحدة الإسلامية والصمود أمام التحديات الأجنبية.
الإرث التاريخي والثقافي
يُذكر صلاح الدين في التاريخ كشخصية تجمع بين القيادة العسكرية والسياسية البارعة والأخلاقيات السامية.
أعماله وإصلاحاته لم تكن محصورة في الجانب العسكري فقط، بل شملت الرعاية الثقافية وتحسين البنية التحتية وتطوير النظم الإدارية. يُعتبر صلاح الدين شخصية مركزية في الثقافات الإسلامية والغربية حيث يرمز إلى الشجاعة في وجه الغزاة والعدل في الحكم، والتسامح الديني والثقافي.
يشكل صلاح الدين الأيوبي رمزًا للأمل والوحدة للعالم الإسلامي، ويبقى مثلاً يحتذى به في القيادة الناجحة .
وفب النهاية نشكرك ياصلاح الدين على ما علمتنا إياه من قيم ومبادئ وأخوة وترابط مع اخواننا الأقباط لتصبح مثلاً يحتذى به بينهم قبلنا وندعوا الله ألا يعكر هذا الصفو لاحاقد ولا مندس ولا مخرب وان يكتب لهم الله زيارة كنيسة ( القيامة ) والحج بها عما قريب ويكتب لنا زيارة ثالث ( الحرمين )
اللهم آمين.