اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

مواقفك العامة ومصلحة بلدك

الصفحة الرئيسية

مواقفك العامة ومصلحة بلدك





مواقفك العامة ومصلحة بلدك

بقلم - د . محمد إسماعيل 


المشاعر الإنسانية جزء أساسي من تكوين الإنسان، فهي التي تضفي على حياتنا معنى وتوجه علاقاتنا مع الآخرين. 

ومع ذلك، عندما تتحول هذه المشاعر

 سواء كانت حباً أو كرهاً، إلى عنصر يؤثر على قراراتنا ومواقفنا العامة، يصبح ذلك خطراً على الفرد والمجتمع على حد سواء. 


إن العاطفة الشخصية، إذا لم يتم ضبطها بعقلانية وحكمة، قد تُفسد النظرة الموضوعية وتؤدي إلى اتخاذ مواقف قد تضر بالمصلحة العامة، خاصة في القضايا المتعلقة بمصلحة الوطن.


قد تجد نفسك في مواقف تحتاج فيها إلى اتخاذ قرار أو التعبير عن رأيك بشأن قضايا عامة أو حتى سياسات وطنية. في مثل هذه الحالات، يجب أن يكون المعيار الأساسي لاتخاذ القرار هو مصلحة الوطن أو المجتمع، وليس المشاعر الشخصية تجاه الأشخاص المرتبطين بهذه القضايا.





على سبيل المثال، قد يُصدر مسؤول أو قائد قراراً يكون في مصلحة الدولة، لكن بسبب كرهك الشخصي له، قد ترفض دعمه أو تشويه أهميته. 

في المقابل، قد يرتكب شخص تحبه خطأً واضحاً، لكن مشاعرك الشخصية تجعلك تدافع عنه بدلاً من مواجهته.

 هذه الحالات تُبرز خطورة السماح للمشاعر بالتأثير على المواقف العامة.


إن التعامل مع القضايا العامة يتطلب حكمة وموضوعية بعيداً عن التحيز الشخصي.

 يجب أن نُقيّم القرارات والمواقف بناءً على ما تقدمه من فائدة أو ضرر للوطن

 لا بناءً على مشاعرنا تجاه من يتبناها. 

الوطن أكبر وأهم من أي فرد، والقرارات المتعلقة بمصلحة البلد يجب أن تُدرس بعقلانية وتجرد تام من المشاعر.


التفكير النقدي هو المفتاح الذي يساعدنا على تجاوز تأثير المشاعر الشخصية.

 يجب أن نتعلم كيفية تحليل الأمور بعيداً عن العاطفة، وأن نبحث عن الحقائق والأدلة قبل إصدار الأحكام.

 لا تدع حبك لشخص يجعلك تقبل أخطاءه ولا تجعل كرهك لشخص يمنعك من الاعتراف بصواب قراراته.


مثلا في الانتخابات، قد يُفضل البعض التصويت لمرشح بناءً على علاقاتهم الشخصية أو مشاعرهم تجاهه، بدلاً من دراسة برامجه الانتخابية ومدى قدرته على تحقيق مصلحة الوطن. 

هذا التحيز قد يؤدي إلى انتخاب أشخاص غير أكفاء أو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.


وايضا قد تجد مجموعة تعارض مشروعاً تنموياً فقط لأن الشخص المسؤول عنه ليس من دائرتهم المحببة.

 في المقابل، قد يتم دعم مشروع غير مفيد بسبب حبهم للشخص الذي يروج له. 

هذه المواقف لا تضر إلا بالمجتمع، لأنها تبني قراراتها على أسس غير موضوعية.


علينا أن ندرك أن الفكرة أو القرار يجب أن يتم تقييمه بمعزل عن صاحبه. الأشخاص قد يتغيرون، لكن الفكرة نفسها هي التي تبقى مؤثرة.


يجب الحفاظ على التوازن  يساعدنا على اتخاذ قرارات صائبة. يمكننا أن نحب أو نكره أشخاصاً، لكن هذا لا يعني أن مشاعرنا هي التي تحدد مواقفنا.


لان المواقف العامة غالباً ما تكون لها تأثير طويل الأمد. لذلك، يجب أن نفكر في النتائج المستقبلية للقرارات بدلاً من التركيز على علاقاتنا الشخصيه

يجب أن نحترم اختلاف الآراء ونتعلم كيفية الاستماع إلى الآخرين وتقدير آرائهم دون تحيز.

الوطن بحاجة إلى عقول راجحة وقلوب واعية، وليس إلى عواطف متقلبة. إن السماح للمشاعر الشخصية بالتأثير على قراراتنا ومواقفنا يُعد خيانة للمصلحة العامة. علينا أن نتذكر دائماً أن حب الوطن والولاء له يجب أن يتجاوز أي مشاعر شخصية تجاه الأفراد. الوطن يستحق منا أن نتجرد من تحيزاتنا وأن نضع مصلحته فوق كل اعتبار.


فلنتحلى بالحكمة والموضوعية، لأن ذلك هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.

google-playkhamsatmostaqltradent