أبيدوس مدينة أثرية عالمية على غرار الأقصر تنتظر الترميم والتطوير
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
كشفت اليوم محافظة سوهاج النقاب عن المزيد من أسرارها الأثرية حيث عثرت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا على مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بجبانة "جبل أنوبيس" بأبيدوس، كما عثرت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار على ورشة كاملة من العصر الروماني لصناعة الفخار بقرية بناويط.
ويضيف هذا الكشف زخمًا جديدًا لموقع أبيدوس الأثرى الذى يعد أرض مصر القديمة المقدسة التي تضم الأوزريون الذى يعد أعلى تذكرة دخول فى العالم 20 ألف جنيه مصرى والمسجل علي جدرانه أغلب الكتب الدينية ويحتوي علي نسخة كاملة لكتاب الموتي، أبيدوس "ايب جو" فى مصر القديمة تعنى الأرض المقدسة أرض الحج عند المصريين القدماء ولد ونشأ ودفن بها المؤسس والموحد للقطرين الملك مينا أو نعرمر.
بناءً على دراسة أثرية للباحث الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف ابن أبيدوس حفيد من صنعوا حضارتها تعد أبيدوس موطن وجبانة منذ عصور ما قبل التاريخ، بها أيضا مقابر الأسرتين صفرين و صفر كالملك العقرب والملك كا الملك العقرب الثاني
و غيرهم وفي عام ٣٦٠٠ قبل الميلاد كانت في أبيدوس أول حروف كتابية في العالم أجمع وهي (بطاقات أبيدوس العاجية) والتي اكتشفت ١٩٨٨ علي يد العالم الألماني دراير.
ويطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بإعداد ملف لتسجيل آثار أبيدوس تراث عالمى ثقافى باليونسكو باعتبار آثارها قيمة عالمية استثنائية حيث تضم أقدم معبد بني للمعبود خنتي امنتيو في كوم السلطان بأبيدوس من الأسرة الأولي وتطور حتي السادسة مع زيادة الأهمية في عصر الأسرة السادسة وأعاد الملك بيبي الثاني بناء معبد خنتي امنتيو.في الدولة الوسطي وأصبح الإله اوزير هو الإله الرسمي للدولة فزاد الاهتمام بأبيدوس أكثر وأنشأ الملوك المقاصير للتعبد مثل مقصورة الملك منتوحتب الثاني.
ومع بداية الدولة الوسطي ظهرت فكرة إقامة قبر رمزي لأوزير كمثال القبر الرمزي الذي بناه الملك سنوسرت الثالث تحت الجبل الغربي كأوزريون و أيضا الملك امنمحات الثالث، وأكثر من اهتم بأبيدوس من ملوك الدولة الوسطي هما الملكان امنمحات الثالث وسنوسرت الثالث وبداية من الأسرة السادسة بدأ الناس يأتون بتماثيل و لوحات أو مومياء المتوفي إلي أبيدوس.
كل إنسان حي أو ميت لابد أن يزور و يحج بأبيدوس وإذا كان لا يقدر علي الحج يقوم بنحت لوحة تخلده هو وأسرته وهو يقدم القرابين و يرسلها مع أحد الحجاج إلي أبيدوس.
آثار أبيدوس
تضم أبيدوس هرم أحمس الأول الذى أقيم تخليدًا لذكري والدته تتي شيري و بني قبر رمزي لأوزوريس و بحيرة صناعية
و حديقة واسع حولها، وفى الأسرة ١٨ زاد الاهتمام أكثر و أكثر حيث أقام الملك تحتمس الثالث سور ضخم حول المنطقة المقدسة في كوم السلطان في أبيدوس، وفى الأسرة ١٩ أقام الملك رمسيس الأول معبدًا صغيرًا في أبيدوس بجوار معبد ابنه الملك سيتي الأول، حيث قام الملك سيتي الأول ببناء معبدًا من أجمل و أعظم معابد مصرمن الحجر الجيري المجلوب من طره وأقام الملك سيتي الأول قبر الأوزريون الرمزي لأوزير وأقام بحيرة صناعية كبري أمام المعبد و شق ترعة تصلها بنهر النيل وقد استغرق إنشاء المعبد ١١ عام حتي توفي سيتي الأول وأكمله ابنه رمسيس الثاني وأقام الملك رمسيس الثاني أكثر من معبد في أبيدوس منها معبده الذي بدأ في إنشائه بعد توليه العرش مباشرة واستخدم الحجر الرملي وأكمل معبد والده به وأيضا استخدم حجر الكوارتيز الأحمر.
كما تضم مقابر أم الجعاب أو القعاب، حيث مقابر الأسرتين الأولي والثانية، بها مبني شونة الزبيب من أقدم مباني العالم بناه الملك خع سخم وي آخر ملوك الأسرة الثانية ووالد الملك زوسر، بها أقدم مراكب للشمس، ١٤ مركب مدفونة حول شونة الزبيب من عصر الأسرة الأولي والثانية
بها آثار من عصور ما قبل التاريخ و آثار من الفترة القبطية.
وكذلك معبد الملك سيتي الأول والنحت البارز أجمل معابد مصر والذى أكمله ابنه الملك رمسيس الثاني بالنحت الغائر، وهو المعبد الوحيد الذى يحتفظ بأغلب أجزاء السقف حتي الآن ويحتفظ بألوانه الجميلة بحالتها الأصلية، وكان المعبد علي محور واحد وحدثت تعديلات وإضافات فأصبح يشبه حرف Lوهو المعبد الوحيد الذى يشمل سبع مقاصير للآلهة.
كما يوجد بأبيدوس مقبرة الأوزريون الرمزية المبنية من الجرانيت الوردي وهى مقبرة فريدة جدًا في الحضارة المصرية القديمة وزهرة الحياة والمياه الموجودة فيها والنصوص والكتب الدينية المختلفة المسجلة علي جدرانها.
معبد رمسيس الثانى المسجل علي جدرانه معركة قادش وبه مقصورة كاملة من المرمر ومعبد القرد المخصص لعبادة الإله جحوتي رب العلم والحكمة ورمزه قرد البابون وكذلك منطقة كوم السلطان أقدم مدينة في الحضارة المصرية القديمة وأقدم بناء بالطوب اللبن وأقدم معبد مخصص لعبادة الإله المحلي خنتي امنتي أمير الغربيين والذى اكتشف به التمثال الوحيد للملك خوفو، ارتفاعه 7.5 سم من العاج.
ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان بمشروع شامل لتطوير آثار أبيدوس ووضعها على خارطة السياحة العالمية كمدينة أثرية كبرى على غرار مدينة الأقصر لتوجيه أنظار العالم إلى أهميتها ودورها الكبير في سجل الحضارة المصرية.