سامح حسين والجلبية البيضا
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
في ظل ما نعايشه في رمضان من دراما مظلمة تشوه صورة المجتمع المصرى ظهر بريق أمل في قطايف الفنان خفيف الظل سامح حسين المنتشرة بشكل كبير على اليوتيوب وحظيت بإقبال جماهيرى كبير وهى حكايات يومية اجتماعية أخلاقية وتوقفت عند حكاية الجلبية البيضا
أعطى أحد الملوك رجلًا "جلبية بيضا" وقال له ارتديها غدا وتعالى بها إلى القصر فإذا جاءت نظيفة تمامًا دون أي اتساخات فلك عندى جائزة كبرى
أخذ الرجل الجلبية البيضا ووضعها في حقيبة خاصة ليحافظ عليها وأخبر زوجته التي تكره المانجا بأن الحقيبة بها مانجا حتى لا تقترب منها
ارتدى الجلبية البيضا صباحًا وسار إلى قصر الملك، ففي أثناء ركوبه المواصلات العامة طلبت منه سيدة فتح النافذة مع شدة البرد فغشى أن تحتك بالجلبية فقام بتلبية طلبها، ثم نزل فاصطدم ببائع عرقسوس فحاول الاحتكاك به فخاف على الجلبية وأعطى لهم نقود تعويضًا عن دلق العرقسوس
ثم مر على أطفال يلعبون الكرة وخبطوا الكرة في وجهه فتمزقت الكرة فبكى الأطفال وطلبوا كرة بدلها فدفع لهم ثمنها، وهكذا في طريقه للملك حاول تفادى اتساخ الجلبية بأى طريقة مهما كلفه حيث تغاضى عن خبطه بالكرة التي أصابت وجهه ودفع ثمنها بعد بكاء الأطفال وتسامح مع إهانات واتهامات بائع العرقسوس ورضى بالبرد الشديد في المواصلات ليرضى السيدة حتى يصل سليمًا بالجلبية البيضا ناصعة البياض وحصل على جائزة الملك
هكذا هي فلسفة ومعنى الحياة أن مالك الملك يعطى لك ثوبًا نقيًا وهو القلب الأبيض ويعطى لك معه منهج لكيفية الحفاظ عليه نقيًا لتمضى به مدة عمرك في الدنيا حتى تعود به نقيًا وتفوز بالجائزة الكبرى جنات نعيم
فإذا عملت بهذا المنهج وحرصت على أن تكون الجنة هي منتهى طموحك فلن تتصارع على منصب أو تقتل وتسرق وتقترف الموبقات من أجل المال الذى ستتركه كاملًا وتحاسب عليه كاملًا فيما أنفقته ومن أين اكتسبته
ستعامل الجميع بروح الحب لترضيهم وتدخل السعادة على قلوبهم ستربت على كتف طفل يبكى وتفعل أي شيء لترضيه، ستدافع عن المظلومين وتقف في وجه من ظلموهم، ستكون بلسمًا في لسانك وتعاملاتك مع الآخرين فتكسب رضا مالك الملك فيرضى عنك خلقه ويحبونك
وجاء هذا في الآيتين رقم 88- 89 من سورة الشعراء
"يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" فمعنى الحياة كلها أن تقابل المولى عز وجل بقلب سليم نقى كما خلقت بقلب سليم نقي.