أروع تعبيرات الصنايعية (شاكب راكب) أصلها مصري قديم
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
للصنايعي المصري خصوصية فريدة في لغته تختلف عن لغة الصحافة ولغة المثقف، فهو مثلا يميل لنطق "مهندس" بطريقته (مهندز)، ويميل للتبادل في الحروف السائلة، فيحول march derrière "مارشدير" الفرنسية والتي تعني (رجوع للخلف) الى (مارشديل) أو (مارشدين)، وهو هنا يؤكد قاعدة تبادل الحروف السائلة (ن، ل، ر)، ... كما تجد في لغته تبادل دائم بين (م، ن)، فنادرًا ما يلفظ الصنايعيu-turn "يو تيرن" بشكلها الصحيح بل يميل بتحويلها الى "يو تيرم"، وهكذا
وحول لهجة الصنايعية يحدثنا الباحث في اللغة المصرية القديمة الأستاذ سامح مقار موضحًا أن للصنايعي المصري لهجة خاصة به تتخللها مفردات "لا مؤاخذة" بشكل متكرر وربما بدون سبب واقعي من وجهة نظر المستمع له ... وهو لا يصف زميله الشاطر بأنه شاطر أو ماهر أو ممتاز بل يفضل تعبير "إيده تتلف فى حرير" وعلى الجانب الآخر يصف زميله غير الدقيق ب "نص كُم" أو "عكاك" وهكذا.
ونجد للصنايعي المصري تعبيراته الخاصة الفريدة، فإن أراد أن يعدل مزاجه قال "عاوز أعمر الطاسة" وإن أراد الحساب الفوري قال "توته على كبوته"، أما أغرب تعبير ربما تسمعه منه هو "شاكب راكب" ويعني به (إجمالي المقاولة)
فإن سألت الميكانيكي مثلا عن حسابه في تصليح سيارتك قال لك "العملية شاكب راكب هتكلفك بكوين" والمقصود ب"شاكب راكب" هذه هو (خامات + مصنعية) أي (الحساب الكلي المطلوب)، والعجيب أن مصطلح "شاكب راكب" هو مصطلح مصري قديم - وإن ظهر في عصر متأخر ويعني (حجري الرحاية) وهو مكون من مقطعين حيث يمثل المقطع الأول "شاكب" الحجر السفلي الثابت وهو رمز لسعر الخامات الذي يفترض ثباته دون احتمال التفاوض في السعر، بينما يمثل المقطع الثاني "راكب" الجزء العلوي من الرحاية ويمثل رمزيًا (المصنعية)، ويبدو لكونه متحرك أنه يمكنك أن تفاوض الصنايعي فيه إلى حد ما ... وربما استبدل صنايعي آخر المصطلح بآخر أكثر وضوحًا هو
(مونة وأجرة).