رؤية هلال شهر رمضان ٢٠٢٥
رؤية هلال شهر رمضان ٢٠٢٥
بقلم : د. محمد إسماعيل
يشهد العالم الإسلامي بين الحين والآخر جدلًا واسعا حول تحديد بدايات الأشهر الهجرية خاصة عندما يتعلق الأمر بشهر رمضان المبارك أو عيد الفطر.
في عام ٢٠٢٥ تجدد هذا الجدل بعد اختلاف كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في تحديد موعد بداية شهر شوال الأمر الذي أدى إلى إعلان يوم العيد في تاريخين مختلفين.
تعتمد الدول الإسلامية على منهجين رئيسيين في تحديد دخول الأشهر الهجرية
الرؤية الشرعية المباشرة حيث تعتمد السعودية على الرؤية البصرية للهلال تقوم المحكمة العليا بدعوة المواطنين إلى تحري الهلال مساء اليوم التاسع والعشرين من كل شهر هجري وفي حالة ثبوت رؤية الهلال بشهادة عدلين يتم الإعلان رسميا عن بداية الشهر الجديد.
الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية حيث تعتمد مصر على مزيج من الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية حيث يتم التحري عن الهلال باستخدام الأدوات الفلكية الحديثة إلى جانب شهادة الشهود وفي حالة استحالة رؤية الهلال فلكيا يتم اعتماد اليوم التالي كمتمم للشهر.
في هذا العام ٢٠٢٥ أعلنت السعودية أن يوم الأحد، ٣٠ مارس هو أول أيام عيد الفطر بعد ثبوت رؤية الهلال مساء السبت. في المقابل أعلنت دار الإفتاء المصرية أن الأحد هو المتمم لشهر رمضان وأن الاثنين، ٣١ مارس هو أول أيام عيد الفطر، نظرا لتعذر رؤية الهلال مساء السبت.
أثار هذا الاختلاف موجة من الجدل بين علماء الفلك والفقهاء.
أشار بعض الفلكيين إلى أن رؤية الهلال مساء السبت كانت مستحيلة في بعض المناطق مما جعل البعض يشكك في كيفية ثبوت الرؤية في السعودية.
من ناحية أخرى يؤكد الفقهاء أن الرؤية الشرعية المباشرة لها الأولوية على الحسابات الفلكية وأنها المعيار الشرعي المعتمد منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أدى هذا الاختلاف إلى إرباك بعض المسلمين حول العالم خاصة في الدول التي تعتمد على قرارات السعودية أو مصر في تحديد بداية الأعياد.
كما تجددت الدعوات إلى توحيد طرق إثبات دخول الأشهر الهجرية من خلال اعتماد تقنيات حديثة تجمع بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية لضمان دقة أكبر في التحديد.
يبقى الجدل حول رؤية الهلال مسألة مستمرة في العالم الإسلامي حيث تتباين الاجتهادات الفقهية والعلمية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية.
وبينما يرى البعض ضرورة توحيد الرؤية باستخدام الفلك، يرى آخرون أهمية التمسك بالرؤية الشرعية كما كانت في العصور الإسلامية السابقة.
ومع تقدم العلوم والتكنولوجيا، قد يكون الحل في الجمع بين المنهجين لضمان دقة وثبوت الرؤية الشرعية بطريقة علمية متقدمة.