اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

فرحة العيد بين الماضي والحاضر 

الحجم

 فرحة العيد بين الماضي والحاضر 



كتب د. ضياء الرفاعي

لايف كوتشينج وأخصائي تطوير الذات

اجلس واتحدث إلي نفسي وأتذكر أيام الصبي التي كانت خلال فترة الثمانينات 

ماذا كنا نفعل في العيد وماذا يفعل ابنائنا الأن 

اتذكر كيفية الاستعداد ليوم العيد وضرورة حضور تكبيرات العيد في المسجد وفرحة الاستحمام ( حماية العيد ) وتحضير الملابس الجديدة والحذاء الجديد.

اتذكر كنا وبعض الأصدقاء والأقارب نقوم بالاتفاق علي المرور بعد صلاة العيد مباشرة علي أهل وسكان الشارع والجيرات منزلا منزل لتقديم التهاني بالعيد وبعدها نقوم بالمرور علي الأقارب لجمع العيدية وكنا نتنافس علي من يجمع عيدية أكثر من الآخر ،

اتذكر دهشة احد الأصدقاء حينما اخبرته أني قد جمعت عيدية قارب 35 جنيها .

وبعد جمع العيدية  نذهب إلي أماكن اللعب ونصرف مما جمعناه قبل أن تقوم الأمهات بجمع ما تبقي من العيدية بحجة انها تدخرها لنا ولا نعلم اين ذهبت هذه الأموال حتي الآن بارك الله في أمهاتنا وابائنا ورحم الله من رحل منهم .

ومن أكبر متعنا في تلك الأيام هي الذهاب إلي أماكن الألعاب ودور السينما لمشاهدة الأفلام الجديدة بالاضافة الي فيلم قديم يتم عرضه .

ومن أهم الأكلات في هذا اليوم الكشري المصري وسندوتشات الفول والفلافل وهذا قبل اختراع الشاورما والأكلات السريعة الأخري،

ومن الأساسيات في العيد مشاهدة الفيلم الهندي الذي كنا ننتظره من العام الي العام وكان الفيلم مدته لا تقل عن 5 ساعات تقريبا يمرون كأنهم 20 ساعه وكانت أشهر الأفلام للنجم (اميتاب باتشان) فيلم الشعله و قمر أكبر أنتوني .

كنا علي قدر كبير من السذاجة والطيبة كنا جيل يرضي بأقل القليل

وفي نهاية اليوم كنا نتجمع في البيت الكبير  بيت الجد والجده

حيث ما لذ وطاب من الطعام والشراب واللهو واللعب والكعك والبسكويت والترمس والفول السوداني والحلبة المبللة. 

كانت هذه الأيام كلها ترابط وتراحم واحترام  وحب للأهل والأصدقاء والجيران ،هذا ما كنا عليه وما تربينا عليه في العيد.

أما الآن وانا اتحدث مع أبنائي عن تلك الفترة وهذه الأيام أجد لسان حالهم يقول

أنتم كنتم في العصر الحجري 

كيف كنتم تستطيعون العيش بدون كهرباء لفترات طويلة ولا يعلمون لمبة الجاز ولا كلوب الغاز والوابور والكانون.

أما الأن الابناء حتي في المجتمعات حتي الريفية  لا يشغل بالهم في العيد غير الفسح والملابس الجديدة التي يتنافسون علي ماركاتها وأسعارها  وأماكن اللهو واللعب ،

ليس لديهم أي استعداد للذهاب للأقارب أو الأهل فلهم حياتهم الخاصة البعيدة كل البعد عن الدين والعادات والتقاليد والأعراف وحتي بعيدة عن الأهل،

صديقهم الوحيد والأوحد الهاتف المحمول (الموبايل) وتطبيقاته التي يتواصلون بها مع أصدقائهم.

أصبح الابناء معاقين داخل المنازل 

تطلب مساعدة أحدهم بنت أو ولد فلامجيب وكأنك تطلب المستحيل فلا مكان للاحترام والادب إلا في أضيق الحدود

اتذكر أننا لا نستطيع حتي اليوم أن نجلس والأكبر واقف أو أن نجلس ممدودي الأرجل حتي في حالة المرض  والأب أو الأم تجلس معنا 

أعتقد أن دور الأهل موجود ولكن يحتاج إلي تطوير  ودور المدرسة مطلوب وقد انعدم

 الأدب والاحترام  والتعاليم الدينية لا تتجزء مهما مرت الأيام والسنين

علينا الاستمتاع بالعيد مع أبنائنا ومحاولة التقرب إليهم واخبارهم بفضل زيارات الأهل ومساعدة الآخرين فالأيام دول وسيأتي الوقت الذي يحتاجون فيه لمن يودهم.

كل كام وانتم بخير

google-playkhamsatmostaqltradent